قد ينظر البعض منا إلى السمنة على أنها أمراً
غير مهم أو هي مجرد جسم غير مقبول لكن السمنة هي من أخطر أمراض العصر فالمصابون
بها قد تعدى 500 مليون شخص حول العالم، وهي تقتل 3 ملايين شخص كل عام.
تعرف السمنة على انها زيادة الجسم عن المعدل الطبيعي
و ذلك نتيجة تراكم الدهون فيه ،وهذا التراكم ناتج عن عدم التوازن بين الطاقة
المكتسبة و الطاقة المستهلكة بالحركة.
إن سبب تزايد السمنة حول العالم لتصبح معدل
عالمي هو تزايد معدل السعرات الحرارية لدى الفرد نتيجة الأفراط في كميات الطعام أي طعام مثل الوجبات السريعة و المشروبات
الغازية التي تؤدي إلى الزيادة السريعة لمعدل السمنة
أيضا التحول السريع الذي اصاب العديد من
الناس حيث أصبح جلهم بل تقريباً كلهم يعتمدون أثناء تنقلاتهم على الوسائل الحديثة و
حتى أثناء قضاء حاجاتهم بل حتى تلك المهام السهلة و التنقلات البسيطة فقد أصبحت تعتمد اعتماد كبيرا على وسائل
التكنولوجيا المتوفرة الان مع جميع الناس تقريبا.
حتى أثناء
العمل فقد أصاب داء الكسل العديد من الافراد و اصبح معظمهم يؤدون أعمالهم و هم
جالسون بل حتى نجد هذا الامر في أبناءنا فقد أصبح الواحد منا يراجع دروسه و يحل واجباته
و هو متكئ على سريره
إن أفضل معياراُ عالميا لتحديد معدل السمنة
هو مؤشر كتلة الجسم و هو يعبر عن علاقة بين طول الشخص ووزنه ،فيصنف الافراد حسب
الأتي:
Ø
25-30 Km/m2 مرحلة قبل السمنة
Ø
30-35 Km/m2 يعانون من السمنة.
Ø أكثر
من
Km/m235 يعانون من السمنة المفرطة
إن السمنة
في العالم العربي مرتفعة جدا حتى تصدرت بعض الدول العربية قائمة أعلى نسبة في
العالم مثل الكويت و السعودية بنسبة %30-%40 من مجتمع السكان.
إن الأمراض التي تسببها السمنة و تساهم فيها
كثيرة مثل أمراض القلب و ارتفاع ضعط الدم ،السكري و أمراض الدهنية كالكبد الدهني و
حصى المرارة و الامراض الصدرية و الصداع النصفي و اضطرابات الدورة الشهرية بل و حتى العقم و ألم الظهر و المفاصل بل و
انواع عديدة من السرطانات مثل سرطان الثدي و المريء و الكبد و البنكرياس و بطانة
الرحم و البروستات و المعدة و غيرها...
كل هذا بالنسبة للأمراض الجسدية و لكنهم
معرضون حتى للإصابة بأمراض نفسية فهم معرضون للاكتئاب بمعدل ثلاث اضعاف مع
نظرائهم دون الوزن الطبيعي و ذلك نتيجة اهتزاز
ثقتهم و نظرتهم بأنفسهم.
إن ممارسة الرياضة و ما تحتويها من فوائد
عديدة من بينها القضاء على السمنة و أنها تقي الجسم من أمراض القلب و السكري و
تقوية المناعة في الجسم و خفض نسبة الاصابة من بعض الأمراض.
هذه الفوائد وأخرى لو ذكرنا هذه الفوائد لخصصنا
لها صفحات بل لِما لا كتب و مجلدات.
إن العديد
من المصابين بالسمنة يملون بمجرد ممارستهم الرياضة لأسبوع أو أكثر ثم يشتكي و يقول
لم تنفع معي ولم تعطي أي نتائج.
إنك بمجرد ممارستك للرياضة فعلم أنك تحقق
نجاحاً باهراً و انت لا تشعر به فمن جهة تقي نفسك من الامراض و من جهة تحقق راحة
البال و طمأنينة داخلية التي ستنعكس عليك من الخارج.
لقد
تعامل الاسلام مع السمنة فحذر من الإسراف في الطعام و الشراب فقال الله تعالى
{وكلوا و شربوا ولا تسرفوا أنه لا يحب المسرفين} و قال صلى الله عليه و سلم {ما
ملأ أبن أدم وعاء سرا من بطنه بحسب لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا بد فاعلا فثلث
لطعامه و ثلث لشرابه و ثلث لنفسه } الترمذي وقال ص {المؤمن القوي خير وأحب إلى
الله من المؤمن الضعيف وفيه كل القوة } (
رواه مسلم )
أعلم أن الجسد أمانة عظيمة أستودعها الله إيانا
و الجسد و عاء الروح و العقل ، العقل الدي هو مناط التكليف و الروح التي هي أقدس
ما في الارض فإذا أنكسر الوعاء ذهبت الروح و الجسد و لذا فإن حفظ النفس أول مقاصد
الشريعة و أنها أول ما يسأل عليه ابن ادم
عن أبي برزة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع :
عن عمره فيم أفناه ، وعن علمه ما فعل فيه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ،
وعن جسمه فيم أبلاه ؟ " . ورواه الترمذي
إن الجسد هو جوهر المجتمع فيه يتحقق التقدم و
الرخاء و به تشيد الحضارات فجعل لك من اليوم برنامجاً و اعلم ان قليل دائم خيرا من كثير
متقطع.
كتابة و إعداد : عامر شافع